Monday, January 5, 2015

الصبي والعالم .... فيلماً صامتاً يقول الكثير




الصبي والعالم .... فيلماً صامتاً يقول الكثير

كتبت: رشا حسني


استطاع فيلم الصبي والعالم "The Boy and the world" للمخرج ألي أبريو"Ale Abreu"  إيجاز الكثير من مشكلات كان من الممكن أن يُفرد لها ساعات من البرامج التلفزيونية وصفحات من الصحف والمجلات من خلال فيلم تشكيلي من أبسط ما يكون قد صُممت كل لوحاته وشخصياته بالقلم الرصاص وهو اتجاه جديد في عالم التحريك. فلقد خاض مخرج الفيلم تحدياً في إيصال كل ما يريد قوله والتعبير عنه دون مساحة حوار يُذكر وقد نجح في هذا فالسينما هي فن الحكي البصري.

حاول مخرج الفيلم ربط شخصيات بعينها بذهن المشاهد من خلال اعتماده علي تيمات الموسيقي التصويرية التي قد وُظفت في هذا العمل بشكل أساسي وليس تكميلي أو جمالي فلقد كانت عنصراً درامياً فاعلاً، فلقد خصص للأب تيمة موسيقية بعينها حينما يسمعها المشاهد يدرك لا شعوريا بأن ما هو مقبل علي أن يراه في المشهد القادم له علاقة بالأب وكذلك الأمر مع  مباريات كرة القدم وأوقات حصد القطن من الحقول وهكذا، وتعامل بنفس المنطق  في الملابس من خلال توحيد زى لكل شخصية والألوان.

الفيلم يتحدث عما فعلته العولمة بالدول الفقيرة وريفها قبل حضرها عن غزو الوجبات السريعة عن هدم قيم الجمال عن قهر العامل الفقير في دولة مثل البرازيل عن الحق في حياة كريمة لا يُضطر من ينشدها العمل في سن الشيخوخة أو أن يترك منزله وأسرته جلباً لوجبة غداء.


تعددت صور القهر في الفيلم علي تعدد شخصياته فقهر أم الطفل من فراقها لزوجها يختلف عن قهر الرجل الذي خرج ليبحث عن عمل يؤمن من خلاله قوت يومه عن قهر عمال المصانع الذين ينتظرون صافرة الراحة وكأنه الخلاص عن معاناة البائع البسيط الذي لا يعرف سوي طعام واحد فقط يتناوله كل يوم ولديه منه علباً كثيرة وذلك أثناء مشاهدته لإعلانات التلفزيون عن الوجبات السريعة والمنتجات الغذائية التي لا يعلم عنها شئ.

ولكن في نفس الوقت يُعاب علي الفيلم إغراق مخرجه في استخدام الرمزية كالعراك بين الطائر الملون بألوان البرازيل والطائر الأسود في إشارة لمحاولة التمسك بكل ما هو أصلي ضد كل ما هو وافد ومضر كهدم   حقول القطن والمزارع لإنشاء مصانع تضخ أطنان من الملوثات البيئية لا يقيمها صانعوها في بلادهم بل يبحثون عن بلداناً فقيرة ليقيموها فيها.

عند عودة الأب ونزوله من القطار ينزل كثيرين لهم نفس هيئته وشكله في دلالة علي تشابه الظروف التي دعتهم للرحيل وتشابه حالاتهم عند العودة.

ضرب الدبابة للطائر الملون وفصل رأسه عن جسده في دلالة لإجتياح صور الحداثة المدمرة في أحيان كثيرة لقيم الجمال والبراءة. 

أيضاً من ضمن ما قد يؤخذ علي الفيلم هو استخدام المخرج للقطات أرشيفية حية قرب نهاية أحداث الفيلم للتعديات علي البيئة وغيرها من الإنتهاكات وهو ما كسر أهم عنصر سينمائي "الإيهام" ربما يكون عن قصد من المخرج ولكنه جاء في غير موضعه فكان لابد أن يستمر الفيلم علي منواله فهو ليس فيلماً وثائقياً ولا فيلماً روائياً صُنع بالطريقة التقليدية التي كان من الممكن إستخدام ذلك العنصر بها دون الإخلال بشكلها السينمائي، ولكن الفيلم منذ البداية ذو طبيعة خاصة كانت تستوجب الاستمرار علي نفس المنوال وحتي النهاية.



ولكن إعتماد المخرج علي التناقض لتقوية الفكرة وتعميق تأثيرها كان هو أفضل أجزاء الفيلم مثل متابعة مباريات كأس العالم علي أكوام القمامة، ليطرح لذهن المُشاهد تساؤل حول ما الذي أجدي لهذا البلد أن تنفق كل هذه الموال علي مثل تلك الإحتفالية الكروية أم أن تُسخر هذه الأموال لتنمية مواطنيها والقضاء علي الفقر والعشوائية.

تغطية لأفلام المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته 36

الصبي والعالم.. رحلة مليئة بالمغامرات بحثاً عن أب

ينافس في أفلام المسابقة الدولية لـ” القاهرة السينمائي”
“الصبي والعالم” .. رحلة مليئة بالمغامرات بحثاً عن أب
 
 
كتبت: رشا حسني
 
تضم المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته 36 والتي ستنطلق 9 نوفمبر الجاري 16 فيلماً ما بين الروائي والتسجيلي ومن ضمن هذه الأفلام فيلم الصبي والعالم وهو فيلم رسوم متحركة من إنتاج البرازيل والتشيك تتراوح مدة عرضه 85 دقيقية من إخراج آلي أبريو وبطولة فينيسيوس غارسيا ولو هورتا وماركو أوريليو كامبوسو، وتدور أحداث الفيلم حول الصبي الصغير كوكا الذي يعيش في عالم نائي بعيد يتسم بالأسطورية والذي يخوض رحلة مليئة بالمغامرات بحثاً عن والده. عُرض الفيلم عالمياً للمرة الأولي من خلال مهرجان أوتاوا السينمائي الدولي وقد فاز الفيلم من خلاله بتنويه شرفي لأفضل فيلم رسوم متحركة ويُعد عرضه من خلال مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هو أول عرض للفيلم بالعالم العربي وإفريقيا.

وُصف الفيلم بالمراجعة الصادرة عنه والخاصة بمهرجان نيوزيلندا السينمائي الدولي أن الفيلم يعرض مفهوم الحداثة من خلال عيون طفل، فمن خلال عيون هذا الطفل كوكا نكتشف الصراع ما بين الريف والمدينة فيما أُشيد بمخرج الفيلم نظراً لإبداعه في رسم شخصيات الفيلم وتفاصيلها ولنه إستطاع ربط المشاهد وبشكل ملفت للنظر بالفيلم من خلال جمل حوارية قصيرة جداً.

فيما علق الناقد ديفيد روني بمقاله المنشور بذا هوليوود ريبورتر بأن تهميش الفقراء في البرازيل قد أثار الكثير من الجدل خاصة في الفترة التي سبقت كاس العالم 2014 ومن المُتوقع أن يتكرر ذلك ثانية مع قُرب تنظيم البرازيل لدورة الألعاب الأوليمبية 2016 وهي العوامل  التي تطرق لها الفيلم بشكل غير مباشر وغير فج فهو يُقدم تحذيراً لمحاولة حماية إسلوب حياة مُهدد بالإنقراض.

فيما علق الناقد دينيس هارفي بمراجعته عن الفيلم بفارايتي بأن الفيلم مُبهر بصرياً وجذاب وهو إنجاز يُحسب لمخرجه بالطبع إلي جانب حُسن إستخدامه للتقنيات الحديثة وتوظيفها بشكل يُفيد العمل ولا يضره.
يُذكر أن  جميع تصميمات ورسومات الفيلم قد صممها المخرج بنفسه.

 

ختام تغطية لمسابقة سينما الغد الدولي البرنامج الموازي ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته 36



 تغطية لمسابقة سينما الغد الدولي البرنامج الموازي ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته 36





ختام وجوائز مسابقة سينما الغد الدولي

كتبت: رشا حسني
أقيم بعد أخر عروض للأفلام القصيرة إحتفالية بسيطة بحضور معظم صناع الأفلام المشاركة في المسابقة وتم إعلان النتائج علي النحو التالي:



تضمنت مسابقة أفلام الطلبة 17 فيلماً قصيراً إتفقت لجنة التحكيم علي تميز 6 أفلام منها وحيث أنه من الصعب تقديمجوائز لهذا العدد من الفلام فقد إتفقت اللجنة علي إعطاء شهادة تقدير خاصة لفيلم التماثيل "Statues" للمخرج المكسيكي روبرتو فيسكو في حين ذهبت جائزة أحسن فيلم في مسابقة أفلام الطلبة للفيلم التسجيلي سانترا والأشجار المتكلمة للمخرجة سيليا ويرنينج من فينلندا.


في حين إتفقت  لجنة التحكيم علي تميز 7 أفلام من أصل 14 فيلم قد تقدموا لمسابقة الأفلام القصيرة وتم تقديم شهادة تقدير خاصة لفيلم تلك الموسيقي للمخرج الكولومبي داريو فيجارانو، في حين فاز فيلم صديقي نيتشه للمخرج البرازيلي فاوستون دي سيلفا بجائزة أحسن فيلم بمسابقة الأفلام القصيرة ليختتم بذلك برنامج سينما الغد الدولي فعالياته علي هامش الدورة 36 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.