Saturday, January 10, 2015

الخروج للنهار ........ فى عشق ولعشق السينما


رشا حسنى

الخروج

هو فعلاً خروج، خروج عن كل ما هو سائد ومستساغ ورتيب بل وممل فى السينما سواءاً فى آليات صناعتها أو حتى فى طريقة تلقيها ففيلم مثل الخروج للنهار يحتاج بالطبع لطريقة خاصة فى تلقيه ومُشاهد لديه الحد الأدنى من الرغبة فى الإستمتاع بالفيلم بشكل مختلف وذلك من خلال مشاركته لصانعى العمل بإنغماسه ذاتياً وإرادياً مع الفيلم وحالته وخصوصيته.


الخروج للنهار لا يُجسد فقط معاناة تلك الأسرة البسيطة المُكونة من الأم الممرضة والإبنة التى لا تعمل وتتفرغ لرعاية أبيها المريض مرضاً مُقعِداً، وإنما يُجسد معاناة الطبقة الوسطى والتى تنتمى إليها هذه الأسرة، من خلال رصده لبعض التفاصيل اليومية البسيطة والمتكررة فى حياة تلك الأسرة وخاصة فى تفاصيل طريقة تعامل الأم والإبنة مع الوالد القعيد فهو محور إهتمام تلك الأسرة والذى يأتى من بعده أى شئ بأى ترتيب فلا يهم ذلك.


دراما الخروج للنهار ليست دراما تصاعدية ذات ذروة تقلب مسار الأحداث وتُغير مسار رحلة البطل، فلم ينتم الخروج للنهار لتلك المدرسة التقليدية فى الكتابة ولكن تدفقت دراما الفيلم بشكل أفقى من خلال سرد تفاصيل الحياة اليومية للأسرة وصولاً لقرب نهاية الفيلم عندما إنتكست حالة الأب ونقلته الأم للمستشفى.


ماوراء المشاهد

أكثر ما يميز الخروج للنهار عن غيره من الأفلام هو تًميز رسم شخصيات الفيلم خصوصاً سعاد والأم فنجد "سعاد" مثلاً رغم فقر العيش وبؤس الحالة ومحنة مرض الأب إلا أنها لازالت تتمسك بالمحافظة على تلك الأواصر القليلة التى تربطها بأنوثتها وجمالها وإحساسها بكونها فتاة كالأُخريات من حقها أن تهتم بنفسها وشعرها ومظهرها بأن تضع مثلا مسحة كريم - زهيد السعر- على يديها بعد أن قامت بغسل بنطلون الأب، أو بذهابها للكوافير لعمل شعرها قبل مقابلتها للشاب والذى سيتهرب من مقابلتها، فلازالت سعاد تتمسك بتفاصيل الحياة العادية رغم أنها لا تحيا من تلك الحياة سوى أقل القليل.

وهو ما نراه مع الأم أيضاً ولكن بشكل أروع فى مشهد من أجمل مشاهد السينما المصرية، عندما أرادت الأم "حياة" أن تُذكر نفسها بأنها لازالت تحيا وعندما أرادات ولو للحظات بسيطة نسيان أو تناسى تلك المحنة الطاحنة فأحضرت الكاسيت بعدما وضعت به شريط لأم كلثوم وذهبت به لغرفة الأب القعيد وفى يدها الأخرى كوب شاى فتقول له "ماتيجى نسمع أم كلثوم" فيومئ لها بعينيه بالموافقة – إيماءة أقل ما توصف به هو أنها رقيقة ومعبرة وحانية وحزينة وجميلة - ثم ترفعه لتساعده على الجلوس فتقربه إليها ويشربا الإثنين من نفس كوب الشاى فجاء صوت أم كلثوم شاديةً "أنا وإنت ظلمنا الحب".

 ولكن ليس وحده الحب من ظلمهم ولكنها الحياة وقسوتها ومراراتها التى باتت لا تُحتمل سوى بمثل تلك اللحظات التى تحاول الأم إختلاسها من خلف ظهر ذاك الزمن القاسى، إستطاعت المُبدعه هالة لطفى من خلال هذا المشهد إبراز ما وراء المشهد فجعلت المُشاهد يذهب بخياله إلى تخيُل ذلك الموقف وكيف كان يحدث قبل مرض الأب وكيف كانت علاقتهما سويا وما أقساه عليهما لو كان ذلك من عاداتهما فعلاً، فبقدر حنو الموقف تأتى قسوته. 

القسوة التى تجعل سعاد تتقبل خبر دخول والدها المستشفى بذلك البرود أو الهدوء وكأنه شئ روتينى أو شئ مُتوقع، القسوة التى تجعل الإبنة تتأهب لعدم عودة والدها للمنزل بل وتسأل الأم المكلومة، الأم التى نحت الهم والشقاء ملامح وجهها "إحنا هندفن بابا فين؟".



تجسُد المأساة

كل شئ يُحيط بتلك العائلة يتحدث عن تلك الأزمة والمحنة الموجعة شديدة القسوة، لذلك تسكن المُشاهد لقطات ومشاهد بعينها كلقطة الأب فى البلكونة عندما تدخله سعاد ليأخد فائدة شمس الصباح بتعريض يديه وقدميه للشمس فلم ينطق الأب فى ذلك المشهد سوى بضع كلمات "دخلينى... أنام ....مضايق" ولكنها كانت كفيلة بجعل كثيرين ممن كانوا يشاهدون الفيلم بالإنهمار بكاءاً.

 فما أقسى أن ترى شخصاً تحبه عاجزاً أمامك ويتضاعف ذلك الشعور بالعجز مئات المرات إذا كان المريض قريباً منك بل وقد كان هو من إعتاد على الإعتناء بك وليس العكس، فلقد توحدوا مع مأساة الأب ومحنته ومع سعاد وهى تسأله"ليه بس يابا؟".

 فقط بكلمات مقتضبة معدودة نطقها أحمد لطفى من قام بأدء دور الأب بمنتهى الصدق والبراعة والفهم وعدم المبالغة فى تمثيل معاناة المرض وقسوته، تشعر بمدى حسرة وحزن ذلك الأب على نفسه وعلى ما آل إيه حاله.


واقع نحياه ولا نراه

ما عكسته الشخصيات من ردود أفعال طبيعية وإنسانية يحياها الكثيرون، جعلت المشاهد يتوحد ولو للحظات مع أبطال العمل فبالرغم من عدم رغبة الأم فى خروج سعاد خوفاً من أن يحدث مكروهاً للأب بغيابها ولا تقدر على حمله، إلا إنها تسأل سعاد "عايزة فلوس؟"، أم سعاد - ذلك الدور الذى جسدته بإتقان شديد الممثلة سلمى النجار- هى النموذج الأكثر شيوعاً بين أمهات الشعب المصرى، الأم الحمولة التى صاحبت الهم وإستساغت مرارته ، ذلك الهم الذى دفعها رغم قرب موعد نبطشيتها وحاجتها الشديدة للنوم أن تذهب للمطبخ لتقوم بتلك العمال المنزلية، فلقد إعتادت على الشقاء داخل المنزل وخارجه وما أكثر ذلك النموذج فى مجتمعنا المصرى المعاصر، مع إزدياد شريحة الأمهات المُعيلات.

 سعاد نفسها رغم حاجتها المعنوية للخروج والتمسك بالنهار الجديد وسؤالها للأم "ماما شكلى عدل؟" إلا أنها عندما كانت تغادر المنزل وقفت قليلاً تتأمل أمها فى صمت وإحساس بالذنب لخروجها وتركها أمها لتقوم بما كان يجب أن تقوم به هى. ذلك التناقض الإنسانى هو ما جعل من شخصيات الخروج للنهار شديدة التفرد والثراء.



مشهد الميكروباص

مشهد الميكروباص يُلخص فى عدة دقائق مدى ما وصلت إليه قسوة الحياة فى مجتمعنا على تلك الطبقة وتلك الشريحة، فتاة الميكروباص - دعاء عريقات – تحدثت بلسان كثير من فتيات الطبقة الوسطى اللاتى بتن لا يفكرن ولا يتحدثن ولا يخشين سوى شبح العنوسة وتقلصت أحلامهن للخلاص من متاعبهم الأسرية والإجتماعية فى ظل الرجل الذى يُغنى عن ظل الحائط، ولا يدخرون وسيلة لتحقيق تلك الغاية.


الإنسجام بين الغاية والوسيلة

عبرت هالة لطفى بمعادلات بصرية ممتعه وجمالية فى كل كادر ومشهد عما تريد أن تقوله فلا شئ زائد ولا شئ ناقص للحد الذى أوصل بعض تلك الكادرات إلى مصاف أجمل لوحات الفن التشكيلى كلقطة الأم فى غرفة الممرضات بعد نقل الأب للمستشفى أو كاللقطة التى تقف فيها الأم فى المطبخ تغسل البوتجاز وتقف سعاد فى الحمام تلملم شعرها وتتأكد من مظهرها تأهُباً للخروج أو كلقطة بزوج أول خيوط النهار على سعاد بعد أن قضت ليلة عصيبة وهى تقف وتنظر للضريح المقابل لها.

بيد أننى شخصياً لم أستسغ إستخدام Zoom in فى مشهد الميكروباص وهى تتحدث مع الفتاة الأخرى وأيضاً Zoom Out فى مشهد المحل أثناء سؤالها على المرتبة الطبية فقد أعطى إحساس بشئ مصطنع وغير حقيقى إلا إن كانت هالة لطفى به كسر إيهام المتفرج للحظات عن عمد.


أخيراً

الخروج للنهار من وجهة نظرى هو أفضل ما أنتجه نهج السينما المستقلة ولا أقول تيار السينما المستقلة، فمن الأفضل عدم ترديد هذه الكلمة كثيرا كى لا نفرضها واقعاً على حال السينما والصناعة فلابد ألا يكون فقط تياراً بل من الأفضل لجميع الأطراف أن يكون نهجاً جديداً فى صناعة السينما المصرية سواء فى المضمون والكتابة أو على المستوى الإنتاجى.

 الخروج للنهار ليس فيلماً للمشاهدة فقط ليمر من بعد مشاهدته مرور الكرام كغيره من الأفلام ولكنه فيلماً للمعايشة، فيلماً يخلق حالة جدل داخل الإنسان نفسه. قد يمس الفيلم من عايش نفس التجربة بكثير من تفاصيلها، تجربة الخوف من فقد عزيز، ولكنه سيمس كثيرين أيضاً ممن لم يمروا بنفس التجربة لصدقه فى التعبير عنها.


 لذلك سيسكن ذلك الفيلم الكثير ممن سيشاهدونه وسيتملك وجدانهم. الخروج للنهار معزوفة سينمائية فى عشق ولعشق السينما تجسدت خلاله معانى الرقة والعذوبة رغم قسوة الواقع وألمه، فالخروج للنهار حياة وليس مجرد فيلم ما يسببه من وجع هو سر متعته فما أجمل السينما حينما يحترمها ويعشقها بل ويقدرها صانعوها.

Friday, January 9, 2015

خارج علي القانون فيلم يستحق المشاهدة والإشادة







أول مقال نقدي يُنشر لي وكان بمجلة أبيض و أسود في عددها الثاني الصادر في مايو 2008

Thursday, January 8, 2015

Cake "كعكة" جديد جينفر أنستون لعام 2015



كتبت: رشا حسنى

كشفت نجمة هوليوود جينيفر أنستون عن جديدها، وهو الفيلم المُنتظر عرضه عام 2015 والذي يحمل عنوان "كعكة"، وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي حضرته أنستون نجمة الفيلم وفريق عمله المؤلف باتريك توبين والمخرج دانيال بارنز، ضمن فعاليات مهرجان تورنتو السينمائي الدولي في دورته التاسعة والثلاثين التي انتهت فعالياتها مساء اليوم الأحد بكندا.


تدور أحداثه حول "كلير"، إمرأة تعانى من آلام شديدة ومُزمنة بعد تعرضها لحادث سيارة لتنغمس في تعاطي المُسكنات وتُصاب بالإكتئاب الشديد، إلي أن تجد عزاءها أخيراً في التحقيق في إنتحار "أني" زميلتها في مجموعة "التغلب على الألم المُزمن"، وعلقت الناقدة جوستين تشانج على الفيلم قائلة بأنه "ليس فيلماً عن الإدمان ولا الألم الجسدي ولكنه عن ألم داخلي من نوع مُختلف"، وقد أشادت أيضاً بأداء جينيفر أنستون وبالمحهود النفسي والعصبي الذي بذلته لتأدية مثل هذا الدور الصعب، وبجرأتها على تقديم مثل هذا الدور، ويُعتبر "كعكة" هو عودة أنيستون للأدوار الدرامية المُعقدة بعد العديد من الأدوار الخفيفة والكوميدية، ويُشاركها في بطولة الفيلم آنا كندريك وبريت روبرتسون.



السينما العربية وحرب أكتوبر

رؤى مضطربة وميلودراميات فجة ومعالجات سطحية


كتبت:رشا حسني

لاشك في أن حرب أكتوبر غيرت موازين السياسة الدولية علي الأقل في فترة الحرب ولفترة بسيطة تلتها. لكنها وبالرغم من أهميتها سياسياً وعسكرياً وحتي نفسياً ومعنوياً، ليس فقط علي مستوي القادة والجنود ولكن علي مستوي السواد الأعظم من الشعب المصري والشعوب والبلدان العربية سواء تلك التي شاركت في الحرب كسوريا أو التي لم تشارك، إلا أن الغريب في الأمر أن تلك الحرب لم تحظ بما يليق بها من عرض علي الشاشة الفضية فكانت إنتاجات السينما الروائية العربية عن حرب أكتوبر ضعيفة وقاصرة بل وأضعف مما يمكن أن يُقدم عن تلك الحرب المجيدة.

 هذا في حين تفوقت السينما التسجيلية علي السينما الروائية في نقل وقائع تلك الحرب أو وقائع ما بعدها.

ويظهر ذلك القصور جلياً وبشكل سنوي مع الاحتفال بذكري الحرب المجيدة من خلال تكرار عرض الأغاني الوطنية وبعض الأفلام التي صنع معظمها في أعقاب الحرب أي في فترة السبعينات والكثير من هذه الأفلام لم يكن سوي قصص حب رومانسية علي خلفية أحداث حرب أكتوبر ولم يتم تناول الحرب درامياً ولا فنياً علي النحو الذي يليق.
 
وربما يرجع بعض القصور في ذلك إلى تدخل الدولة - وأعني بالدولة هنا القوات المسلحة خاصة إدارة الشؤون المعنوية- فهي القوة الخفية أو المُعلنة في الرقابة علي تلك الأفلام من خلال ما يجب أن يقال وما يجب أن يصور وما لا يجب. فكبل ذلك العديد من المبدعين عن نقل ما يرونه واقتصرت معظم الأفلام التي رأيناها علي تلك القصص الرومانسية التي غالباً ما يكون أبطالها من المشاركين في حرب أكتوبر.

 ومن المضحك في أفلام من المفترض فيها أن تكون جادة نوعاً ما أن لا يظهر الجانب الإسرائيلي خلال المعارك التي رأيناها في تلك الأفلام سوي من خلال جندي واحد أو حتي خمسة أو عشرة جنود على الأكثر كما لو كانت الحرب من جانب واحد فقط هو الجانب المصري وكما لو كان المصريون يحاربون عدواً خفياً.
 
إن قيام المنتجين بصنع العديد من الأفلام عن الحرب في السنوات القليلة التالية لحدوثها إنما هو دليل قوي علي النزعة الربحية التي سادت بين الكثير من المنتجين الذين أرادوا إستغلال الحرب والنصر لجني المكاسب المادية من خلال شباك التذاكر مدعمين هذا التوجه بنجم الشباك الأول في تلك الفترة محمود ياسين والذي قدم معظم تلك الأفلام إن لم يكن كلها وشاركته البطولة أيضاً نجمة من نجمات تلك الفترة هي الفنانة نجلاء فتحي. فمثلاً كان فيلما "بدور" و"الوفاء العظيم" قد تم الإنتهاء من كتابتهما قبل الحرب وتمت إضافة الأجزاء الخاصة بعد الحرب.

وفي كتابه "أطياف الحداثة صور من مصر الإجتماعية في السينما" يُقسم الناقد عصام زكريا الأفلام الروائية التي أنتجت عن حرب أكتوبر إلي ثلاث فئات :
1- الأفلام التي صُنعت عقب الحرب مباشرة وإتسمت بالتغني بالنصر ودوره في إستعادة الكرامة وتوحيد الصف وتضم: أفلام الوفاء العظيم – الرصاصة لا تزال في جيبي – بدور – أبناء الصمت – حتي آخر العمر – العمر لحظة وكلها أُنتجت ما بين عامي 1974 و 1978

2- أفلام تعرضت لحرب أكتوبر من زاوية سياسية تري أن هذه الحرب صنعها البسطاء والفقراء وكسب منها الإنفتاحيون والمطبعون وأثرياء الحروب ومن هذه الأفلام: سواق الأتوبيس - بيت القاضي – العصابة - زمن حاتم زهران – كتيبة الإعدام – المواطن مصري- العاصفة وهي أفلام صُنعت خلال الثمانينيات والتسعينات كتبها وأخرجها سينمائيون يرفضون سياسة السادات ويعتبرونها إنتكاسة ونكوصا عن حرب أكتوبر.

3- أفلام من إنتاج الدولة ممثلة في التلفزيون لم تتعرض لحرب أكتوبر نفسها (رغم وجود مشروع ضخم لصنع فيلم عن الحرب لم يظهر إلي النور حتي الآن لأسباب إنتاجية وسياسية) ولكنها تعرضت لفترة حرب الإستنزاف بإعتبارها جزءاً من أكتوبر مثل حكايات الغريب – الطريق إلي إيلات – الكافير – حائط البطولات – يوم الكرامة. وهي أفلام حديثة الإنتاج بدأت الدولة في إنتاجها تحت الضغط الإعلامي الذي يتكرر سنوياً في ذكري الحرب بضرورة صُنع أفلام وطنية عن أكتوبر وقد بدأ الإتجاه لإنتاج هذه النوعية مع النصف الثاني من التسعينات.

نظرة علي بعض أفلام أكتوبر

"الرصاصة لا تزال في جيبي 1974" اتخذ صناع هذا الفيلم من الرمزية منهاجاً للفيلم. فالوطن هو فاطمة والنكسة هي إغتصاب فاطمة وأكتوبر هو النصر لفاطمة أي النصر لمصر. 

ويذكر الناقد محمود قاسم في كتابه "الفيلم السياسي في مصر" أنه قد أجمع العديد من النقاد علي أن أقوي ما بالفيلم هو معاركه الحربية التي تم إعادة تصويرها ثانية تحت إشراف القوات المسلحة، ولكنه ليس فيلماً سياسياً بالمعني العام. 

في حين تبدو الرؤية السياسية أكثر وضوحاً بعض الشئ في فيلم "أبناء الصمت" ( 1974 ) فنموذج الصحفي أحمد راجي يعطي بُعداً سياسياً حقيقياً للفيلم فهو ليس إنتهازياً ولكنه عرف المعاناة في السجون السياسية وتعب من قسوة المعتقل وذله فاستكان ورضي بأن يكون مجنداً لأي تصرف من تصرفات السلطة في مواجهة المحررين الشبان الثائرين علي وضع الجريدة.

 وهذا الصحفي هو بلا شك الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يلعب دوراً سياسياً أو حزبيا، ولذا فإن كافة المجندين والعسكريين في هذه الأفلام عليهم فقط تنفيذ الأوامر بعيداً عن السياسة سواء كانوا معارضين أو غير منتمين سياسياً قبل التجنيد ولذا فإن السياسة لم تدخل إلي القوات المسلحة لا في هذه الأفلام ولا في غيرها.

 وأيضا يقترب فيلم "العمر لحظة" (1978) من الجانب السياسي للحرب من حيث إدانة الصحفيين الكبار الذين يبدون بالغي السلبية إزاء ما يحدث وعلاقة الصحافة بالجو العام في مصر وحالة الإحساس الدفين بالهزيمة والنكسة.

ويعتبر فيلم "أغنية علي الممر" ( 1972) من أهم الأفلام علي الجانب التقني والإنساني عن حرب أكتوبر ومن المفارقات الغريبة أنه قد تم صنعه قبل الحرب بعام، فالفيلم يرصد مجموعة محاربين أثناء المعارك واستبسالهم للدفاع عن الأرض ورغبتهم الشديدة في النصر.

 هذا إلي جانب فيلم "أبناء الصمت" (1974) الذي يعلق عليه الناقد علي أبو شادي في كتابه "السينما والسياسة" قائلاً: "استطاع محمد راضي في "أبناء الصمت" أن يقيم بناء فنياً متكاملاً كشف فيه عن الانفصام الحاد بين البنية الفوقية- رئيس التحرير وكاتب التبرير والممثلة – وبين البنية التي يمثلها المقاتلون علي الجبهة : المدرس الصعيدي والموظف والفلاح المنوفي والعامل السويسي وغيرهم من البسطاء الذين حملوا عبء الحرب وحققوا الإنتصار، مضيفاً أن خمسة من الأفلام الستة التي صنعت عن الحرب كانت معركة العبور عام 1973 طرفاً زائداً فيها، لأن السينما المصرية استبدلت أحداثها العارضة وحوادثها المفاجئة في ميلودراميتها الرديئة بأحداث الحرب فهي - أي السينما- لم تستطع أن تغير من طبيعتها وأسلوبها فاحتوت الحدث الكبير وقزمته فبدا في أفلامها متضائلاً، متقلصاً ،و بلا جذور.

أخيراً، وإجمالاً لما سبق وبنظرة متأنية لما قدمه السينمائيون من أفلام وسينما لحرب أكتوبر نجد أنها لم تقدم سوي النذر اليسير وفي رؤى مضطربة، وميلودراميات فجة، وسطحية في التعامل مع الحرب وتناولها، كما أنها جاءت فارغة من المضمون الحقيقي للحرب فيما عدا تجربة أو تجربتين لأسباب كثيرة قد نفرد مساحة أخري للحديث عنها. ولكن المؤكد أنه وحتي اليوم فليس لأكتوبر ذلك الفيلم السينمائي الذي يُحتفي به لأنه لا يوجد فيلم احتفي بحرب أكتوبر ونصرها التاريخي المجيد.

نظرة علي أهم الأفلام الحربية في السينما العالمية ورصد لآراء النقاد فيها


"كل شيء هادئ على الجبهة الغربية" .. أول فيلم حربي ناطق


كتبت: رشا حسني


ارتبطت صناعة السينما بنوعيات متعددة من الموضوعات التي تصدت لها إنتاجا وإخراجا حسب صبغة ماتقدمه قصص الأفلام بما فيها من تنوع يحمل سمات خاصة كأفلام الجريمة مثلاً أو الأفلام الغنائية، والأفلام الكوميدية، والأفلام الرومانسية. وكان منها بالطبع سينما الحرب أو السينما الحربية التي وصفت بها الأفلام التي تتناول معركة حربية أو تلقي الضوء علي حودث حربية محددة من وجهة نظر معينة كالحربين العالميتين، الأولي و الثانية، أو حرب فيتنام وغيرها. 


وفي أغلب الأحيان تحظي هذه النوعية من الأفلام بنسب مشاهدة ومتابعة عالية جداً وخاصة إذا كانت جيدة الصنع حتى مع ما أثاره كثير من تلك الأفلام من حالات الجدل بين الموافق والمعترض علي رؤية صناع العمل وكيفية الطرح كما حدث تجاه الكثير من الأفلام التي تعرضت للحرب العالمية الثانية. ولكن الملاحظ أيضا أن العديد من النقاد آثروا التناول الفني لهذه الأفلام دون الجدل حول ما تحمله من أفكار ورؤى تتفق أو تختلف مع وجهات نظرهم حول ما تتناوله مثل هذه الأفلام من شخصيات تاريخية محببة أو مكروهة، أو حتي معلومات تاريخية صحيحة أو مغلوطة.


ولا يخفي علي أحد أن أهم الحروب تأثيرا في مجريات الدول والبشر والتاريخ علي مستوي العالم كانتا الحربان العالميتان الأولي والثانية. ومن خلال السطور القادمة سنحاول إلقاء الضوء علي بعض أهم الأفلام التي تناولتهما.


الحرب العالمية الأولي:

أفلام ملحمية برؤية بصرية لفكرة عداء الحروب


"كل شيء هادئ على الجبهة الغربية" (1930)
All Quiet on the Western Front 


هذا الفيلم مأخوذ عن رواية لكاتب ألماني يدعي إريك ماريا ريمارك ويرصد المصاعب النفسية والإنسانية التي يواجهها عدد من الجنود الألمان صغيرو السن قليلو الخبرة.

يُصنف الناقد ستيفن جاريت هذا الفيلم على أنه من أوائل الأفلام التي تبنت فكرة عداء الحروب والتأكيد علي إظهار جسامة وفداحة الآثار النفسية والإنسانية والإجتماعية التي تخلفها المعارك على الجانبين : المنتصر والمهزم. وأضاف أن مخرج الفيلم لويس مايلستون قد كثف رؤيته البصرية بشكل صادم للتأكيد علي رؤيته لأهوال الحرب كما استغل كلاً من شريط الصوت والمونتاج وكافة العناصر السينمائية لتحرير القصة من بذورها الأدبية ولتكثيف تجربة الألم بصرياً بشكل لم تستطع كلمات الرواية التعبير عنه.

بينما أشاد الناقد جيميس بيراردنالي بالفيلم خاصة مشاهد المعارك وتنفيذها ببراعة ألهمت ستيفن سبيلبيرج نفسه لدرجة تأثره بها في المشاهد الافتتاحية من فيلمه الرائع "إنقاذ الجندي رايان" خصوصاً في غياب التقنيات الحديثة والجرافيك إبان تلك الفترة، وقال" لقد صنعت تلك المشاهد بحرفية عالية". وأشاد أيضاً باهتمام المخرج بالتفاصيل حني أنه جعل من الصعب تصديق أن مشاهد الوحل والخنادق قد تم تنفيذها في كاليفورنيا لا على الحدود بين ألمانيا وفرنسا.


- بلغت تكلفة الفيلم مليون ونصف المليون دولار فيما بلغت إيراداته 3 ملايين وربع المليون دولار.
- هو أول فيلم تنتجه شركة يونيفرسال وينال جائزة أوسكار أحسن فيلم.
- أول فيلم حربي ناطق.
- أول فيلم ناطق لمخرجه لويس ميلستون.
احتل الفيلم المركز 7 لأفضل عشرة أفلام ملحمية حسب تصنيف معهد الفيلم الأمريكي عام 2008 . 



فرنسا منعت عرضه حتى عام 1975
"دروب المجد " رفع مخرجه لمصاف العظماء
Paths of Glory (1957) 


الفيلم مأخوذ عن رواية للكاتب هيمفري كوب صدرت عام 1935 ولقدعلق الناقد روجر إيبرت على الفيلم وهو للمخرج الكبير ستانلى كوبريك بأنه من أروع الأفلام التي تناولت الحرب وذلك لتفرد رؤيته عن الحرب ولخصوصية صانعه الناتجة عن إستخدامه لإستراتيجيات بصرية خاصة جداً به مثلاً حركة الكاميرا علي إتساع لكشف أهم وأدق تفاصيل الأماكن واللقطات الطويلة للتأكيد على أهمية موضوع تلك اللقطات.

 والفيلم يدور ببساطة حول مواجهة بين القوات الألمانية والقوات الفرنسية بالقرب من الخنادق المحصنة. ولقد منع الفيلم من العرض في فرنسا حتى عام 1975 وذلك للنظرة القاسية التي قدم بها الجنود الفرنسيين. ويضيف إيبرت أن فيلم دروب المجد هو الذي رفع كوبريك إلي مصاف المخرجين العظماء، فيما استحسن إيبرت تعاون كوبريك ومدير تصويره جورج كراوس علي إخراج كل لقطة بتأثير حاد وعميق فلا توجد بهذا الفيلم لقطة واحدة صنعت فقط جمالياً ولكن بكل لقطة تفصيلة دقيقة وحادة تتطلب من المشاهد التركيز الشديد.

كما علق الناقد ديفيد ميرميلستين علي الفيلم بأن صورة كوبريك من البداية مغرية بصرياً خاصة تلك المشاهد التي تجري أحداثها داخل الخنادق بما تحويه من دقة شديدة جداً لمهندس الديكور لودوينج ريبر. وأشاد بشكل كبير بمشهد المعركة ودقة تنفيذه وتصويره، واعتبر الناقد هذا الفيلم أيضاً بمثابة الفيلم الذي كون من خلاله المخرج ستانلي كوبريك أسلوبه الإخراجي الخاص والذي أصبح فيما بعد مدرسة يرتادها الكثيرون للتعلم.


الجدير بالذكر أنه بعد الحرب العالمية الأولي اتجهت هوليود لصناعة أفلام داعمة للسلام ورافضة للعنف بشكل ملحوظ كفيلم الموكب الكبير( 1925) وفيلم ماذا يُكلف المجد؟ ( 1926 ) وأفلام أخري تجسد درامياً تكلفة الحرب التي يدفعها الإنسان من حياته ومدي الدمار النفسي والروحي لدي الناجين من تلك الحروب.


- بلغت تكلفة إنتاج الفيلم 935 ألف دولار.
- تم تصوير الفيلم بالكامل بالقرب من ميونخ والعديد من الرجال الذين قاموا بجسيد الجنود الفرنسيين كانوا ضباط شرطة ألمان.


الحرب العالمية الثانية:

صورة خالدة في تاريخ السينما العالمية


"الهروب الكبير" محاولة القفز للحرية بواسطة دراجة نارية







استهل الناقد أندرو كولينز حديثه عن الفيلم بأنه واحد من أعظم الأفلام الحربية علي الإطلاق التي لا تمل مشاهدتها. والفيلم من إخراج جون ستورجيس عن قصة حقيقية دونها في كتاب بول بريكال الذي شارك في كتابة السيناريو مع جايمس كلافيل وبيرنت.


وتدور أحداث الفيلم حول تخطيط مجموعة من سجناء الحلفاء لحفر نفق هائل لتنفيذ خطة هروبهم من أكثر السجون الألمانية تشدداً. علق كولينز على الفيلم قائلاً بأنه من الصعب أن تشاهد هذا الفيلم دون الاستغراق في تفاصيله ومشاركة أبطاله المأزق بل وتفكر معهم في حلول للخروج من المأزق.
 ويرجع ذلك في المقام الأول للمخرج ستورجيس لاهتمامه الشديد بالتفاصيل في كل مرحلة من مراحل الفيلم.

وأشاد بالأداء التمثيلي لمعظم أبطال الفيلم خصوصاً الممثل ستيف ماكوين الذي يعتبر أداؤه في هذا الفيلم طفرة تمثيلية أشاد بها البعض ورفضها البعض معللين ذلك بأنه أداء فوضوي. كما اعتبرت محاولته للقفز للحرية بواسطة دراجة بخارية صورة خالدة في تاريخ السينما العالمية.

فيما إختلف الناقد بوسلي كروثر مع كولينز بأنه لم يقتنع بأجزاء كثيرة في الفيلم وأيضاً لم يقتنع أن تكون هذه هي العقلية التي يفكر بها سجناء داخل أقسي السجون النازية بعد خوضهم تجربة من أقسي تجارب الحياة ألا وهي تجربة الحرب، لذلك فلقد وجد في بعض مواقف الفيلم تصنعاً واضحاً.

 فيما أشاد الناقد جون بوتشيو بموسيقي الفيلم التصويرية والتي وصفها بالإستثنائية التي يمكن للمشاهد التعرف عليها بمجرد سماعها، مضيفاً أن موسيقي المارش الموظفة داخل الفيلم وحدها تعتبر مصدر إلهام.

* بلغت تكلفة إنتاج الفيلم 4 مليون دولار
* تم تصوير الفيلم بالكامل داخل ديكور سجن تم بناؤه خصيصاً للفيلم بالقرب من ميونخ، بينما تم تصوير مشاهد هروب ستيف ماكوين بالدراجة البخارية على الحدود النمساوية.

أهم فيلم حربي في تاريخ السينما
حصد 5 جوائز أوسكار
 

إنقاذ الجندي رايان... تخليد لذكرى الجنود الشجعان
صُنف الفيلم بأنه واحد من أهم الأفلام الحربية علي الإطلاق وهو أيضاً من أهم أفلام مخرجه ستيفن سبيلبيرج والذي صرح بأنه فكر في عمل الفيلم ليكون بمثابة نصب تذكاري لتخليد ذكري الجنود الشجعان الذين حاربوا وماتوا في هذه الحرب الهائلة خاصة في غزو شاطئ نورماندي، إلي جانب أن الفيلم يتناول قصة إنسانية بسيطة علي خلفية أحداث الحرب العالمية الثانية.


 حصد الفيلم خمس جوائز أوسكار منها أحسن مخرج وأخري للتمثيل لتوم هانكس مونتاج- تصوير- سيناريو- ديكور ومؤثرات. 

كما حصد الفيلم العديد من الإشادات سواء علي المستوي الجماهيري أو علي المستوي النقدي. فلقد أشاد الناقد تود مكارثي بما رآه هو من أكثر العوامل الجاذبة في الفيلم ألا وهو تغليف العديد من المشاهد الحربية التي تبدو في ظاهرها عنيفة ودموية بالكثير من الدفقات الشعورية الإنسانية التي لا يملك المشاهد أمامها سوي التعاطف والإندماج كالشعور بمدي هشاشة الحياة في لحظات كثيرة في الفيلم.

 وأثنى على حسن استخدام سبيلبيرج للتقنيات والمؤثرات السمعية والبصرية بأقصى درجة ممكنة ليصل كمخرج إلي مستوي إحترافي متقدم جدا لفيلمه الذي يعد واحدا من أهم وأنجح الأفلام التي أعادت إحياء الحرب العالمية الثانية.

كما أشاد مكارثي أيضاً بمدير التصوير وحسن تعبيره بصرياً من خلال استخدامه للألوان ودرجة شحوب كل لون بداية من ألوان الملابس العسكرية إلي السماء والبحر خاصة في ظل ساحة معركة حية. فيما صنف محررو جريدة واشنطن بوست في موضوع مجمع عن الفيلم أنه وببساطة أهم فيلم حربي في تاريخ السينما بالإضافة إلي أنه واحد من أهم الأفلام في تاريخ السينما الأمريكية وذلك لأنه يعيد تحديد الطريقة التي نفكر بها في الحرب.
 

وأشار محررو واشنطن بوست إلى أن سبيلبرج نجح في جعل الدقائق 25 الأولي من الفيلم بمثابة إعادة إحياء لإنزال بحري دون إفتعال، مؤكدين علي أن هذه الدقائق هي واحدة من أهم المرات التي تم من خلالها تقديم معركة حربية في تاريخ السينما العالمية، بالإضافة إلي أن سبيلبيرج عبر عن مفهومه الأعمق للحرب من خلال هذا الفيلم ألا وهو أنه ليس كافياً أن تكون في ساحة المعركة متحلياً بالرغبة والإستعداد للموت من أجل وطنك ولكن الأهم أن تتحلي بالرغبة والإستعداد للقتل من أجل وطنك، مشيدين بمشهد معركة الجسر وحرفية تصويره.

 ففي بعض أجزاء المشهد قد يتخيل المشاهد نفسه بأنه أمام فيلم وثائقي عن تلك المعركة وأن المصور يحاول جاهداً اختيار مكان مناسب للتصوير دون أن يتأذي، فلقد تفوق هذا المشهد من الفيلم علي أفلام كاملة كثير منها ألمانية صنعت عن موقعة الجسر كفيلم Das Brucke (The Bridge) أو The Winter War أوStalingrad وDas Boot أيضاً.

وكان تعليق الناقد بول تاتارا أن سبيلبيرج جسد الحرب في هذا الفيلم بأنها الجحيم علي الأرض مُضيفاً أنه وبالرغم من جودة الفيلم إلا أنه لا يوجد فيلم لا تشوبه شائبة وتُعد بعض كليشيهات السيناريو هي شائبة هذا الفيلم ولكنها خطيئة تغتفر بجانب قوة ورصانة ورؤية سبيلبيرج وأيضاً الروعة علي المستوي التمثيلي خاصة توم هانكس بأدائه الذي يجذبك له رويداً رويداً ثم يستحوذ عليك ولا يدعك تذهب بعينك بعيداً عنه.



- بلغت تكلفة إنتاج الفيلم 70 مليون دولار فيما وصلت إيراداته حول العالم إلي 481 مليون دولار.
احتل الفيلم المركز 8 لأفضل عشرة أفلام ملحمية حسب تصنيف معهد الفيلم الأمريكي عام 2008 .
احتل الفيلم المركز 10 لأفضل 100 فيلم ملهم علي مر العصور حسب تصنيف معهد الفيلم الأمريكي عام 2006 .
احتل الفيلم المركز 71 لأفضل الأفلام علي مر العصور حسب تصنيف معهد الفيلم الأمريكي عام 2007 .
- حاز الفيلم على المركز الأول بالقناة الرابعة الإنجليزية باعتباره الفيلم الأعظم حربياً عبر التصويت عام 2005 .


- من الغريب، أن سبيلبيرج في هذا الفيلم لم يقم بعمل storyboard أو تخيل مصور لكل مشاهد الفيلم قبل التصوير لكنه، فقط، استخدم كاميرا محمولة في كثير من الأحيان لتوصيل فكرته للمصور من خلال الصور الحية من داخل موقع التصوير.
- الجيش الأيرلندي أمد الفيلم بأكثر من 750 فردا للمشاركة كجنود بالفيلم معظمهم كانوا قد شاركوا بفيلم القلب الشجاع.


- تم خضوع الأفراد المشاركين كجنود بالفيلم للكثير من التدريب القاسي علي استخدام الأسلحة وذلك تحت الأمطار الغزيرة.
- إستخدم مدير التصوير انويس كومينزي غطاء لعدسات الكاميرا تم صنعه خصيصاً لمحاكاة شكل وإنطباع الصورة في الأربعينات.
- كان المرشح الأول لدور الجندي رايان هو إدوارد نورتن ولكنه رفض الدور فذهب للممثل مات ديمون.
- بلغت تكلفة تصوير المشهد الإفتتاحي للفيلم 11 مليون دولار وقد شارك به أكثر من ألف جندي وإستخدمت آلات الإنزال الحقيقية التي تم إستخدامها بالحرب العالمية الثانية بعد إصلاحها كما استعملت آلات تصوير خاصة لتصوير لقطات المعركة تحت الماء.


حرب فيتنام

THE DEER HUNTER 1978
3 ساعات في رحلة من الزفاف إلى الجنازة
"صائد الغزلان" أول فيلم يستخدم تقنية الدولبي


الفيلم للمخرج مايكل تشيمنو قصة وسيناريو دريك واشبورن ولويس جارفينكل وكوين ريداكر، ويتناول التأثير النفسي لحرب فيتنام علي مجموعة من الشباب الأمريكي الذين خاضوا الحرب، وأيضاً التأثير الإجتماعي الذي لحق بالمجتمع الأمريكي ككل بعد تلك الحرب. يستهل الناقد تشارلز تشؤيجر حديثه عن الفيلم بأنه أفضل أعمال مخرجه علي الإطلاق، مضيفاً أنه فيلم يستحق الدراسة لأنه غني بالتفاصيل، فمنذ اللحظات الأولي ثم علي امتداد الفيلم هناك محاولة لربط الطقوس التي تعرض على الشاشة ببعضها فما علاقة الزواج وطقوسه بصيد الغزلان وطقوسه ثم لعبة الروليت الروسي!. 


ثم يشيد الناقد بعناصر العمل السينمائية من تمثيل وتصوير ومونتاج وديكور. فيما يعلق الناقد فينيسنت كامبي على الفيلم قائلاً بأنه ليس علي نفس المستوي الجيد لأفلام مخرجه السابقة له ففيه سطحية في السرد أحياناً، مضيفاً أن المخرج والكتاب نجحا بشكل كبير في تجسيد وحشية حرب فيتنام ووحشية آثارها علي كافة الأصعدة بشكل جيد فنراها مثلاً في مجموعة مشاهد لعبة الروليت الروسية وما تحمله من إسقاطات علي الحرب وخسارتها إلي جانب تأثيرها الدموي الفج الذي يجبر المشاهد على الانتباه وإعادة النظر.

 هذا إلي جانب أن الشئ الأهم من إحداث صدمة عن طريق العنف هو الصدمة الحقيقية التي عاني منها بالفعل المجتمع الأمريكي وهي السلبية والضياع التي عاني منهما العائدون من فيتنام والتأثير السلبي لذلك علي المجتمع الأمريكي، مختتماً حديثه عن الفيلم بالاشادة بالأداء التمثيلي للأبطال علي رأسهم ميريل ستريب وروبرت دينيرو وأيضاً مدير التصوير فيلموس زيجموند.

وعلق الناقد روجر إيبرت على الفيلم قائلاً إنه رحلة من الزفاف إلي الجنازة استغرقت 3 ثلاث ساعات، ولقد أبدي إعجابه بالطريق التي تعامل السيناريو بها مع اشخاصه وجعل المشاهد يرتبط بهم وبتفاصيلهم من خلال متابعتهم للترتيب لحفل الزفاف وطقوسهم للتعامل معه.


- بلغت تكلفة إنتاج الفيلم 15 مليون دولار فيما حصد مئات الملايين كإيرادات عند عرضه علي مستوي العالم.
- استغرق تصوير الفيلم ستة أشهر وخمسة أشهر أخري لإعداد شريط الصوت حيث يعتبر هذا الفيلم هو أول فيلم يستخدم به تقنية الدولبي لتسجيل الصوت.
- تم تصوير اجزاء كبيرة من الفيلم بتايلاند.
احتل الفيلم المركز 53 لأفضل الأفلام علي مر العصور حسب تصنيف معهد الفيلم الأمريكي عام 2007 .


PLATOON 1986
الجزء الأول من ثلاثية أوليفر ستون
" الفصيلة "... وثيقة بصرية عن الحرب الفيتنامية 


يعتبر الفيلم أول ثلاثية المخرج أوليفر ستون عن حرب فيتنام من بطولة توم برينجر وتشارلي شين وويليام دافو. نال الفيلم العديد من الجوائز وحصد إعجاب وإشادة الكثير من النقاد. تعلق الناقدة شيلا بينسون على الفيلم بأن المخرج أوليفر ستون صنع هذا الفيلم ليعرفنا كيف كانت الحرب في فيتنام بالضبط، فيما انتقدت الفيلم في بعض الشياء منها التغليق الصوتي في مشاهد خطابات كريس لجدته والتي يخبرها فيها بأمور قد أخبرها ستون للمشاهد فعلياً ببراعة بصرية من قبل، وأشادت بالمخرج أوليفر ستون حيث أنه تجنب كثيراً من كليشيهات الأفلام الحربية.


و فيما اعتبر الناقد ريتشارد كورليس الفيلم بأنه وثيقة بصرية عن حرب فيتنام ، فقد اعتبره الناقد تود مكارثي الفيلم بمثابة دراسة مكثفة وغنية عن حرب فيتنام، مضيفاً أن المخرج أوليفر ستون ومن خلال هذا الفيلم سعي جاهداً لزج الجمهور داخل كابوس حرب فيتنام والمسؤولة عنها الإدارة الأمريكية آنذاك. 


ولقد تمكن من ذلك فعلاً من خلال كثير من مشاهد الفيلم الصادمة التي يفضح فيها وحشية أمريكا المخزية وغير المبررة كمشهد اقتحام القرية الصغيرة المشتبه باختباء أحد أفراد الفيتكونج بها والقتل غير المبرر لأفرادها والإغتصاب الجماعي لفتاة من القرية. ويعتبر الناقد فينسنت كانبي الفيلم من افضل الأفلام عن حرب فيتنام.

أما الناقد بول أتانازيو فقد استهل كلامه عن الفيلم بأن قوته تكمن في السيناريو القوي الذي كتبه ستون بمفردات سردية قوية وخطوط درامية قوية ووصفه بأنه الإنجاز الأهم بين كل ما كتبه ستون، مضيفاً أن ستون نجح في خلق جو عام للفيلم ملئ بالتوتر والخطر. 


فقد جعل ستون المشاهد يشعر بالفيلم بشكل ملموس فيشعر بالحرارة والمطر وبلدغات الثعابين واستطاع من خلال كونه جنديا شارك بالفعل في الحرب أن يجعل المشاهد يشعر بالخوف والإرتباك والأرق لأن المخرج جسد خلال هذا الفيلم أكثر لقطات الحرب واقعية.

* تم تصوير الفيلم في 54 يوماً.
* ينتمي الفيلم لنوعية الأفلام قليلة التكلفة فقد بلغت تكلفة إنتاجه 6 ملايين دولار فيما حصد 241 مليون دولار.
* احتل الفيلم المركز 86 لأفضل الأفلام علي مر العصور حسب تصنيف معهد الفيلم الأمريكي عام 2007 .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

# تمت الإستعانة بالعديد من المواقع لكتابة هذا المقال منها
IMDb- the Wall Street Journal -Variety- Washington Post- New Yorker- The New York Times- CNN- cinema-crazed- Times- 

 moviemet

رابط الموضوع علي صفحة مجلة سينماتوغراف بموقع Facebook  

"واحد صعيدي" .. قمة السطحية من أجل العيدية

المفارقات الفجة لا تصنع فيلما ولا تنصف الصعايدة !

 
كتبت: رشا حسنى

لا أجد عيباً في أن يكون الفيلم، أي فيلم، قائما وبشكل كبير علي هدف انتزاع الضحكات فقط وما يتبع ذلك بالطبع من تزايد في إيرادات للفيلم ولكني أرى أن يحدث ذلك بشكل أقرب للمهنية أو الاحترافية فحتماً ستختلف النتيجة كثيرا .

ولكن الأمر يختلف تماما مع فيلم "واحد صعيدي" فكل مواقف الفيلم سطحية لا تمت للدراما من بعيد أو قريب، بداية من سيناريو في منتهي الضعف كل شخصياته تتفوق في سطحيتها علي السيناريو، فلا توجد شخصية واحدة بالفيلم تحتوي على الأقل علي بعدين، بالإضافة إلي حوار ركيك ومهلهل لمعظم الشخصيات.


 وحتى الشخصية الوحيدة التي يمكن أن نعتبر أن لها خطاً درامياً هادفا وهي شخصية محمد رمضان، فإنها لم تكن بعيدة عن السطحية أيضاً ، ويبدو ذلك غريبا كونه نجما أو بطلا للعمل ومن ثم يعتبر هو وشخصيته محور الإهتمام لأنه وبشكل كبير مصدر الضحك الوحيد بالعمل عن طريق سلسلة أفيهات "عشانك" علي اختلاف المسميات.

وطوال قرابة الساعة والنصف هي مدة عرض فيلم "واحد صعيدي" ظللت أحاول ربط خيوط الفيلم ومشاهده بعضها ببعض، خصوصا وأني لست من أنصار أن يحتوي الفيلم علي مضمون عميق ومغزى قوي ولكن يمكن الاكتفاء بمتعة المشاهدة من خلال تكامل عناصر الفيلم فنياً ولكن الفيلم افتقد الكثير منها.


وعلى امتداد فترة المشاهدة تذكرت حوارات الفنان محمد رمضان عن الفيلم وكيف أنه سيغير مفهوم الصعيدي ويرد له الكثير من اعتباره إلا أنه ويا للأسف الشديد لم يضف جديدا سوي الإغراق في تلك الصورة النمطية عن الصعيدي- اللي فهمه على قده – بداية من اسم البطل فالح، الذي هو وياللمفارقة الفجة، ليس فالحاً علي الإطلاق فقد قضي في كلية الحقوق سبع سنوات أو ربما أكثر حتى تخرج منها وهو الذي ينتمي لقرية لم يتعلم فيها أحد سواه (وتلك مفارقة أخرى لاتقل فجاجة واستخفافا إذ لا يعقل أن قرية كاملة لا يوجد بها سوي متعلم واحد فقط)، وإن سلمنا بهذه المفارقة فإنه من الصعب جداً أن نُسلم بباقي مفارقات ومواقف الفيلم.

ولأن محمد رمضان موهبة تستحق أن يقدرها صاحبها أولاً فقد كان عليه التفكير والتريث حتى إنتظار العمل الملائم بشرط حُسن الإختيار والتخطيط لكل خطوة يخطوها خصوصاً انه قد حقق بالفعل جزءاً كبيراً من الإنتشار والجماهيرية علي أصعدة كثيرة سواء من خلال تجارب أفلامه السابقة أو من خلال تجربته الأهم وهي مسلسل "ابن حلال" الذي عرض في رمضان الماضي.

ورغم أن الفنانة ريهام حجاج هي أكثر بطلات الفيلم شهرة وموهبة من وجهة نظري رغم المشاهد القليلة التي ظهرت فيها كضيفة شرف (حوالي 5 مشاهد لاأكثر) إلا أنني لا أدري ما الذي دعاها لتقديم تلك المشاهد المهلهلة داخل هذا الفيلم، لأن ظهورها في هذا الدور ما هو إلا تراجع إلى الوراء. 

وإجمالاً فإن فيلم "واحد صعيدي" ببساطة شديدة لم يكن يستهدف سوي جمهور العيد وحاملي العيدية ولهذا لم يتخل منتجوه عن توليفته الخاصة من إفيهات فيها إيحاءات جنسية تدخل في نطاق العيب، وهو ما لايجب أن يعتمده بعض صناع الأفلام من أجل أرباح تأتي من عيديات الناس أو من الضحك على عقولهم.
 

خالد صالح .. ذو الحس الإنساني الراقي




مساهماته ولمساته تعلمها من والده

كتبت:  رشا حسني


جاء خبر وفاة النجم خالد صالح بمثابة الصدمة المفاجئة والقوية لكل محبيه وعشاقه وزملائه بالطبع فلقد كان فناناً موهوباً مجتهداً مختلفاً ومن طراز رفيع. وافته المنية عقب إجرائه جراحة حرجة بالقلب بمركز الدكتور مجدي يعقوب بأسوان.

مثلما كان خالد صالح فناناً مختلفاً، كان علي المستوي الإنساني أيضاً مختلفاً ومميزاً. فلم تنقطع علاقته مثلاً بمتابعته لأعمال مسرح الجامعة وكان بنفسه يحضر عروض المسرح الجامعي لكليات التجارة والحقوق – والأخيرة هي الكلية التي تخرج فيها - ليشجع الشباب الجدد ويعطي لهم دفعات من الأمل وهو ما كان يفتقده خلال بداياته من نفس المكان ألا وهو المسرح الجامعي.


إلي جانب إهتمامه الشديد بالتبرع للجمعيات الخيرية، فلا يخفي على أحد أنه وعند زيارته لأي دولة كان يبحث عن أكثر الجمعيات الخيرية ومراكز الرعاية إحتياجاً للمساهمة بها. وكان الأطفال يحتلون جزءاً كبيراً من إهتمامه في هذا الشأن كالأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة أو الأطفال مرضي القلب أو السرطان. 

ولم يكن يجد في ذلك تفضلاً منه بل بالعكس فلقد كان يجده واجباً وحينما كان يُسئل عن هذا كان يُرجع الفضل دائماً لوالده وللأسلوب الذي إتبعه في تربيته وكان يحرص دائماً علي فعل نفس الشئ وإتباع نفس الإسلوب مع أبنائه، هذا إلي جانب دعمه لبناء مسجد قريته أبو النمرس الذي كان قد توقف بنائه لقلة الموارد المادية فسارع وأكمله ليصبح أكبر مساجد البلدة وأفخمها.
لم تكن الجمعيات الخيرية ومراكز الرعاية مركز إهتمام خالد صالح ولكنه كان يجد أيضاً أن من واجبه كفنان دعم المبادرات الثقافية والسينمائية المختلفة والمتميزة لذلك فلقد أسس مؤسسة خالد صالح الإجتماعية والثقافية والتي من خلالها دعم الدورة الثانية لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية بمبلغ 100 ألف جنيه مصري، ثم عاد في أغسطس الماضي ليدعم الدورة الرابعة من نفس المهرجان والتي ستنعقد في مارس المُقبل بمبلغ 50 ألف جنيه، ولم يكن يُرد أن يكون هذا الدعم دعما شخصيا منه فقط بل إنه أطلقها كمبادرة لحث الفنانين بشكل عام على دعم المهرجان الوليد خاصة في خضم الظروف السياسية والإقتصادية التي تشهدها مصر. 
كما كان خالد صالح يعتبر المسرح هو بدايته ولم ينس أبداً أن المسرح القومي ومسرح الهناجر كانا قد إحتضناه وزميله خالد الصاوي قبل أن يسمع عنه أحد. فلقد كان المسرح وقتذاك هو نافذته الوحيدة لممارسة موهبته وعشقه، لذلك فلقد دعم المسرح القومي مادياً بمبلغ 65 ألف جنيه في دورته الأخيرة حينما علم بخبر حجب الكثير من الجوائز في عدة عناصر فنية وأصر علي زيادة عدد الجوائز رغبة منه في تشجيع الفنانين وتكريمهم علي مجهوداتهم على النحو اللائق.
 

أفلامهم فى عيونهم .... The Giver


The Giver.. معالجة سينمائية سطحية
يرتفع بها أداء ميريل ستريب وجيف بريديجز



  كتبت: رشا حسنى

ينتمي فيلم "المُعطي ـ The Giver" الذي بدأت عروضه الخميس الماضي في صالات السينما بالخليج ومنطقة الشرق الأوسط، لنوعية أفلام الخيال العلمي الدرامية، وهو من إخراج فيليب نويس، وسيناريو مايكل ميتنيك وروبرت ب. وادي، وهو مستوحى عن الرواية التي تحمل نفس الإسم من تأليف لويس لوري 1993، ويلعب دور البطولة فيه جيف بريدجز وميريل ستريب وبرينتون ثويتس والكسندر سكارسجارد وأوديا راش وكاميرون موناغان وكيتي هولمز وتايلور سويفت، ومدته على الشاشة 97 دقيقة.

ومن الجدير بالذكر أن المُمثل جيف بريديجز كان قد إشتري حقوق الرواية الأصلية بنية إعطاء والده دور الرجل المُسن كي يقوم بادائه، ولكن هذا لم يحدث والذي قام بأداء الدور في نهاية الأمر جيف بريديجز نفسه.



تدور أحداث الفيلم حول الشاب جوناز الذي اقترب من رجل مُسن كي يعطي له خبرته بالحياة ويساعده للحفاظ على السلام وليساعده علي إستعادة القيم الجميلة التي إفتقدتها البشرية. وفيما يلي ترصد "سينماتوغراف" آراء النقاد حوله، وتنقل للقاريء العربي كيف ينظر الأجانب إلي أفلامهم. 


بدأ الناقد جون أندرسون حديثه عن الفيلم قائلاً بأن الفيلم إستغرق عقدين من الزمان كي يصل إلي شاشة العرض وهو أمر مأساوي بالنسبة لأي فيلم.


وعلق الناقد جيمس بيراندنالي على " المُعطي" قائلاً إنه فيلما رصين تتميز به الكثير من العناصر على رأسها التمثيل والرؤية البصرية القوية. ثم أشاد بحُسن إستخدام المخرج ومدير التصوير روس إميري لعنصر الألوان في الفيلم خاصة الأبيض والأسود.


فيما أشار الناقد بيتر ترافرز إلى الفيلم قائلاً إنه تقليدي جداً ويعتمد على الكلاشيهات.
أما الناقدة مانولا دارجس فقد أجملت حديثها عنه قائلة إن الفيلم سيأخذ منك من وقتك وصبرك أكثر مما سيعطيك.



فيما إنزعج الناقد جو نورماريا من وجود ميريل ستريب بالفيلم وقال إنها أضاعت وقتها ومجهودها في دور ضعيف جدا، مضيفاً أن مستوي الفيلم أقل بكثير من مستوي الكتاب سواء على مستوي الإستمتاع بالعمل أو على المستوي التقني. 


وقد علقت الناقدة كلوديا بويج عن الفيلم قائلة "المُعطي ..... لا يُعطي الكثير"، ولكنها أشادت بأداء الكبار ألا وهما بريديجز وستريب علي عكس أداء الممثلين حديثي السن والخبرة، وإختتمت تعليقها بأن الفيلم على المستوي البصري يعتبر جيدا ولكن علي مستوي المعالجة جاء سطحياً جداً بشكل مُحبط.


أفلامهم في عيونهم هي مساحة خصصتها لي مجلة سينماتوغراف لرصد أراء النقاد الأجانب في الأفلام الأجنبية وأحدث المعلومات عن تلك الأفلام

رابط الموضوع علي صفحة مجلة سينماتوغراف بموقع Facebook  

أفلامهم في عيونهم ....The Grand Seduction


يطرح غدا في صالات السينما الخليجية والشرق الأوسط
(الإغراء الكبير).. لا تجعل العنوان يخدعك





كتبت: رشا حسنى

ينتمي فيلم (الإغراء الكبير ـ The Grand Seduction) الذي يطرح غدا الخميس في صالات السينما الخليجية ومنطقة الشرق الأوسط لنوعية الأفلام الكوميدية، وهو من بطولة تايلور كيتش، بريندان جليسون، ليان بالابان وجوردون بينسنت، وتأليف كين سكوت ومايكل دواس ومن إخراج دون مكيلر.


تدور أحداثه حول سعي سكان بلدة ساحلية فى العثور على وسيلة لكسب العيش بعد تراجع حرفة الصيد لدرجة أن معظم سكان البلدة يصطفون إسبوعياً لأخذ إعانة الرعاية الإجتماعية. يسعدون كثيراً حينما تقرر شركة بترول أن تنشئ مصنع بتروكيماويات تابعاً لها بالبلدة إلا أنهم يتفاجأون ببند مُلزم في العقد ألا وهو وجود طبيب مقيم بالبلدة، فيقع إختيارهم على دكتور لويس جراح التجميل ليتوددوا ويتقربوا له بكافة الطرق والإغراءات في محاولات منهم لإتمام الصفقة.


تقارب مدة الفيلم 113 دقيقة، وترصد "سينماتوغراف" آراء النقاد حوله، وتنقل للقاريء العربي كيف ينظر الأجانب إلي أفلامهم. 


فيلم (الإغراء الكبير) هو إعادة للنسخة الفرنسية للفيلم والتي قدمها المخرج جان فرانسوا بوليوت عام 2003 تحت عنوان "إغراء دكتور لويس" من تأليف نفس المؤلف كين سكوت الذي أجاب حينما سُئل عن سر تقديم نسختين من نفس القصة نسخة ناطقة بالفرنسية وهذه النسخة الناطقة بالإنجليزية، فقال: "لأنها قصة جيدة وجديرة بالحكي وبها ما يمس كل إنسان ألا وهو الأمل". وأضاف:"النسخة الفرنسية لاقت نجاحاً كبيراً وهو ما يضع النسخة الإنجليزية فى مأزق ولكني مُتحمس جداً للنسخة الجديدة ولمعرفة ردود الأفعال عليها".


ويُعلق الناقد زخاري وايجن على الفيلم "بأنه فيلم مُمتع لبساطة فكرته على الرغم من أن هناك بعض مواقف بالسيناريو غير محبوكة جيداً".


فيما أرجع الناقد بيل جود أيكونز متعة الفيلم إلي القبول الذي يتحلى به المُمثلون وخفة ظلهم فقد أضفوا الكثير من ارواحهم المرحة على الفيلم خاصة بريندان جليسون.


فيما علق الناقد نيكولا جروزدانوفيك بأن فيلم "الإغراء الكبير" هو خطاب حب للأشياء البسيطة للحياة، مُضيفاً أن الفيلم ساحر أكثر منه مغرِ، مُعرباً عن أن من أكثر العوامل التي جذبته للفيلم هو المكان محور الأحداث فهو يحسب للمخرج إختياره لهذا الموضوع تحديداً وخروجه للتصوير في الأماكن الحقيقية التي تدور فيها الأحداث بعيداً عن المدن الصاخبة كنيويورك أو لوس أنجيلوس أو حتى باريس، ولقد أجاد مدير التصوير دوغلاس كوخ في تعميق الشعور بالمكان وجماله وبساطته، واختتم كلامه عن الفيلم واصفاً اياه بأنه قد صُنع للمشاهدة المتأملة.




وقال الناقد جيرالد ببري إن الفيلم قد صُنع بحرفية ورُوي بسحر رغم أنه وعلى الرغم من عدم إقترابه لمصاف كلاسيكيات تلك النوعية من الأفلام إلا أنه لا يزال فيلماً مُمتعاً.


أفلامهم في عيونهم هي مساحة خصصتها لي مجلة سينماتوغراف لرصد أراء النقاد الأجانب في الأفلام الأجنبية وأحدث المعلومات عن تلك الأفلام
 

أفلامهم في عيونهم ... Last Passenger

 تبدأ أولى عروضه في الخليج والشرق الاوسط 18 سبتمبر
"سينماتوغراف" ترصد آراء النقاد الأميركيين
حول فيلم Last Passenger




كتبت:  رشا حسنى


(المُسافر الأخير ـ Last Passenger) فيلم ينتمي لفئة الإثارة والتشويق، وتدور أحداثه حول قصة ركاب قطار سريع يختطفه سائقه المُختل، ويقوده بسرعة جنونية رافضاً إيقاف القطار وإنزالهم منه، تُقارب مدته على الشاشة 97 دقيقة، وهو من بطولة دوجراي سكوت وكارا توينتون وإدو جودلبرغ، ومن إخراج أوميد نوشين في تجربته الروائية الأولي حيث شارك في كتابة سيناريو الفيلم أيضاً مع أندى لوف وكايس جراهام اللذين شاركاه أيضاً كتابة فيلميه القصيرين. وترصد "سينماتوغراف" آراء النقاد الأميركيين حوله، وتنقل للقاريء العربي كيف ينظر الأجانب إلي أفلامهم.


علقت الناقدة "إليزابيث فايتسمان" عن أداء دوجراي سكوت للدور "بأنه واحد من هؤلاء المُمثلين المُجتهدين وأنه لم يأخذ المكانة التي يستحقها حني الآن فلقد كان منافساً قوياً لدانيل كريغ على بطولة جيمس بوند".






فيما يُعلق الناقد "جاري جولدشتاين" عن الفيلم قائلاً بأنه" بمقارنة فيلم الراكب الأخير بفيلم السرعة Speed أو الذي لا يمكن إيقافه Unstoppable تلك الأعمال ذات الميزانيات الإنتاجية الضخمة والتي تنتمي لنفس النوعية وهي محاولة إيقاف وسيلة مواصلات عامة على طريق سريع وإنقاذ ركابها، فلقد إستطاع الراكب الأخير ذو الميزانية الإنتاجية البسيطة - مقارنة بالأفلام السابق ذكرها - أن يخلق حالة تشويق جيدة، وأضاف عن مخرج الفيلم بأنه ورغم كونه أول فيلم طويل له إلا أنه أخرجه بشكل مُلفت للنظر. كما علق على أداء المُمثل دوجراي سكوت بأنه "أدي الشخصية وكأنه بطل حقيقي سريع البديهة ليس فقط ما يبدو شخص مفتول العضلات يفتقد الذكاء والحيلة".


وأشار الناقد "زخارى ويجن" بأن فيلم الراكب الأخير "هو مجرد دراما تطمح لأن تكون دراما هيتشكوكية"، ولكنه أشاد بكل من المخرج أوميد نوشين ومدير التصوير أنجوس هادسون على إبتكارهما لزوايا تصوير وكادرات وتكوينات جيدة جداً من داخل القطار.


وقد أشاد الناقد "نيكولا جروزدانوفيك" بالكيمياء الساحرة بين دوجراي سكوت وكارا توينتون، وأيضاً بأداء وإدو جودلبرغ البارع "فجاء أداؤه معبراً تماماً تلك الشخصية المتوحشة والتي تخفي خلف وحشيتها روحا لطيفة، وأشاد كذلك بمونتاج الفيلم وهو أحد أهم العناصر المسؤولة عن حبس أنفاس المشاهد وتشويقه في مثل هذه النوعية من الأفلام وهو الأداء غير المُستبعد عن مونتير رائعة المخرج ستيف ماكوين "12 عاماً كخادم" والذي رُشح من خلاله لجائزة الأوسكار لأفضل مونتاج العام الماضي. 




وأكد نيكولا أن أعظم ما قدمه المخرج أوميد نوشين هو حُسن إستخدامه للعناصر السينمائية التي إختار تقديمها وأبلغ مثال على هذا هو إستخدامه أو توظيفه للشخصية الشريرة - إستخدام لم نر له مثيل - التي نسمعها لمرة واحدة فقط في الفيلم من خلال جهاز الإنتركوم.


أفلامهم في عيونهم هي مساحة خصصتها لي مجلة سينماتوغراف لرصد أراء النقاد الأجانب في الأفلام الأجنبية وأحدث المعلومات عن تلك الأفلام
 

أفلامهم في عيونهم... The Maze Runner


يعرض حاليا بمنطقة الخليج والشرق الأوسط
The Maze Runner.. خيال ومؤثرات بصرية ممتعة


كتبت: رشا حسنى

ينتمي فيلم "عداء المتاهة ـ The Maze Runner" الذي بدأت عروضه هذا الاسبوع في صالات السينما بالخليج ومنطقة الشرق الأوسط، إلي نوعية أفلام الخيال العلمي والإثارة.
 وهو من إخراج ويس بول وسيناريو نواه إوبينهايم وجرانت بيرس مايرز وتي أس ناولن، ومستوحى من الرواية الأكثر مبيعاً لعام 2009 والتي تحمل نفس الإسم من تأليف جيمس داشنر، ومن بطولة ديلن أوبراين وكايا سكوديلاريو وتوماس سانجسترو ويل بولت.


وتدور أحداث الفيلم حول توماس الذي يفيق يوماً ليجد نفسه فاقداً لذاكرته ومحتجزاً داخل متاهة تُدعي جلايد مع مجموعة من الصبية وعليه التعاون معهم للخروج من تلك المتاهة. مدة الفيلم على الشاشة 113 دقيقة وإستغرق تصويره 42 يوما.
وفيما يلي ترصد "سينماتوغراف" آراء النقاد حوله، وتنقل للقاريء العربي كيف ينظر الأجانب إلي أفلامهم.

في البداية، يشيد الناقد جاك كويل بالمؤثرات البصرية بالفيلم وبحرفية صنعها خاصة وأن مخرج الفيلم ويس بول مخضرم في مجال المؤثرات البصرية. ولكنه يشير إلى أن العمل بشكل عام ينقصه الكثير كإبتكار طرق سرد جديدة لتحيق أكبر قدر من الإثارة والتشويق. فيما علق الناقد جاستين لو على إختيارات المخرج للممثلين بأنها جاءت غير متوقعه وغير متكافئة أيضاَ، وأن تولى المخرج ويس بول إخراج الرواية الثانية في سلسلة دانشر والتي تقوم فعلاً شركة فوكس بالتحضير لها الآن، إنما يتوقف على نجاح فيلم عداء المتاهة.

وقد صرح الناقد ريتشارد لارسون عن الفيلم قائلاً إنه فيلم تقليدي، ولكن على الرغم من ذلك، فهو يقدم قدراً لا بأس به من المتعة وذلك نظراً لإعتماده على الإسلوب السلس في الكتابة ولتدافع أحداثه بسرعة.


أما الناقد جوردان هوفمان، فقد إستهل كلامه قائلاً "إن عداء المتاهة ليس فيلماً جيداً" بدءاً من العناوين الرئيسية والإفتتاحية للفيلم ثم شريط الصوت البشع فهذه العناصر تصدر للمشاهد إحساساً منذ الوهلة الأولى أنه أمام فيلم تلفزيوني لا فيلم روائي طويل. لكنه ورغم ذلك أشاد بعنصر التمثيل في الفيلم وأيضاً بسرعة تدفق أحداثه وأنه لم يعتمد على العناصر المكررة في الأفلام التي يتولى بطولتها مراهقون صغار.

أفلامهم في عيونهم هي مساحة خصصتها لي مجلة سينماتوغراف لرصد أراء النقاد الأجانب في الأفلام الأجنبية وأحدث المعلومات عن تلك الأفلام

أفلامهم في عيونهم Laggies

Laggies.. دراما رومانسية حول اشكاليات سن المراهقة
وبصمه مختلفة للمخرجة لين شلتون



كتبت: رشا حسنى

ينتمي فيلم Laggies، الذي بدأت عروضه في صالات السينما بالخليج ومنطقة الشرق الأوسط هذا الأسبوع، إلي نوعية أفلام الدراما الرومانسية الكوميدية وسيُطرح في المملكة المتحدة بعنوان "قُل متي"، وهو من بطولة كلو غريس، كيرا نايتلي، سام روكويل، ايلي كمبر، مارك ويبر، وكايتلين ديفر، ومن تأليف أنريا سايجل وإخراج لين شلتون، وتقارب مدة عرضه على الشاشة 99 دقيقة. عُرض الفيلم عالمياً للمرة الأولي من خلال مهرجان صندانس السينمائي الدولي في 17 يناير 2014، ويتناول قصة فتاة في ال 28 من عمرها تتغير حياتها بعد زيارة لمدرستها الثانوية فتدرك كم التغيرات التي طرأت عليها وعلي حياتها منذ تخرجها في المدرسة الثانوية فتقرر أن تأخذ من حياتها الحالية أجازة وتذهب في رحلة مع صديقاتها دون أن تخبر صديقها.

أُسند دور البطولة في بادئ الأمر للممثلة آن هاثاواي قبل أن تؤديه كيرا نايتلي وبالفعل قبلت هاثاواي ولكنها عادت واعتذرت لتعارض مواعيد تصوير الفيلم مع فيلمها بين النجوم Interstellar مع المخرج كريستوفر نولان. وفيما يلي ترصد "سينماتوغراف" آراء النقاد الأجانب عنه وكيف يقيمونه من خلال عيونهم.

يُعلق الناقد جون ديفور علي مخرجة الفيلم قائلا "إن هذا العمل يُعتبر أول فيلم حقيقي لها بعد تجاربها السابقة من حيث إحتوائه علي نجوم يمكن المنافسة من خلالهم بشباك التذاكر وهو أيضاً الفيلم الأول من حيث عدم مشاركتها في كتابته، لذلك فهو خطوة جيدة جداً لها نحو المزيد من الإحترافية والنضج العملي وبالطبع الفني".

كما وصف أداء الممثلة كيرا نايتلي بأنه مقنع. كما إختتم تعليقه علي الفيلم بأنه عموماً لطيف جدير بجذب إنتباه شريحة المشاهدين من سن المراهقة وهو يحاول أن يتطرق لإشكاليات سن المراهقة بشكل بسيط وغير معقد.



فيما أشاد الناقد جيمس روكي بمستوي التمثيل بالفيلم واصفاً إياه بالنموذجي وقد خص بإشادته الممثلة كيرا نايتلي قائلاً إنها أدت الدور بفهم لطبيعة مراحل شخصية البطلة وإنفعالاتها، فيما أشاد أيضاً ببساطة أداء مورتز واصفاً إياها بأنها لم تظهر متألقة هكذا من قبل في أي دور أدته. وأشاد أيضاً بمدير التصوير بينجامين كاسيلكا والمونتير نات ساندرز خاصة وأن عملهما في هذا الفيلم يختلف تماماً عن تجاربهما السابقة من شيلتون وأعزي ذلك لسيناريو الفيلم الذي لم تكتبه المخرجة.

فيما وجه الناقد دانيل شيندل حديثه عن الفيلم قائلاً إن أجمل ما فيه هو أن كوميديا الفيلم نابعة بشكل تلقائي وغير مقصود كما علق علي نايتلي قائلاً إنه أحد اهم الأدوار التي قدمتها كما أشاد بإتقانها للهجة الأمريكية.

وإستهل الناقد جاستين تشان حديثه عن الفيلم مُعلقاً علي أداء كيرا نايتلي واصفاً إياه بالأداء المُبهج وأشاد أيضاً بحُسن إختيارات نايتلي في الفترة الأخيرة كدورها في فيلم "وسيلة خطرة" أو فيلم "هل تستطيع أغنية أن تنقذ حياتك؟"، مُضيفا أن قبولها لهذا الدور قد أظهر جزءاً جدياً لموهبتها، كما وصف كاتبة السيناريو أنريا سايجل بأنها وافدة وواعدة في عالم كتابة سيناريو الأفلام مُمتدحاً طريقتها في سرد أحداث السيناريو واصفاً إياها بالمُحكمة والمُرتبة وهو الأمر الذي أتاح لشيلتون إخراج أفضل طاقات الممثلين المشاركين بالفيلم.

 
أفلامهم في عيونهم هي مساحة خصصتها لي مجلة سينماتوغراف لرصد أراء النقاد الأجانب في الأفلام الأجنبية وأحدث المعلومات عن تلك الأفلام