Thursday, January 8, 2015

"واحد صعيدي" .. قمة السطحية من أجل العيدية

المفارقات الفجة لا تصنع فيلما ولا تنصف الصعايدة !

 
كتبت: رشا حسنى

لا أجد عيباً في أن يكون الفيلم، أي فيلم، قائما وبشكل كبير علي هدف انتزاع الضحكات فقط وما يتبع ذلك بالطبع من تزايد في إيرادات للفيلم ولكني أرى أن يحدث ذلك بشكل أقرب للمهنية أو الاحترافية فحتماً ستختلف النتيجة كثيرا .

ولكن الأمر يختلف تماما مع فيلم "واحد صعيدي" فكل مواقف الفيلم سطحية لا تمت للدراما من بعيد أو قريب، بداية من سيناريو في منتهي الضعف كل شخصياته تتفوق في سطحيتها علي السيناريو، فلا توجد شخصية واحدة بالفيلم تحتوي على الأقل علي بعدين، بالإضافة إلي حوار ركيك ومهلهل لمعظم الشخصيات.


 وحتى الشخصية الوحيدة التي يمكن أن نعتبر أن لها خطاً درامياً هادفا وهي شخصية محمد رمضان، فإنها لم تكن بعيدة عن السطحية أيضاً ، ويبدو ذلك غريبا كونه نجما أو بطلا للعمل ومن ثم يعتبر هو وشخصيته محور الإهتمام لأنه وبشكل كبير مصدر الضحك الوحيد بالعمل عن طريق سلسلة أفيهات "عشانك" علي اختلاف المسميات.

وطوال قرابة الساعة والنصف هي مدة عرض فيلم "واحد صعيدي" ظللت أحاول ربط خيوط الفيلم ومشاهده بعضها ببعض، خصوصا وأني لست من أنصار أن يحتوي الفيلم علي مضمون عميق ومغزى قوي ولكن يمكن الاكتفاء بمتعة المشاهدة من خلال تكامل عناصر الفيلم فنياً ولكن الفيلم افتقد الكثير منها.


وعلى امتداد فترة المشاهدة تذكرت حوارات الفنان محمد رمضان عن الفيلم وكيف أنه سيغير مفهوم الصعيدي ويرد له الكثير من اعتباره إلا أنه ويا للأسف الشديد لم يضف جديدا سوي الإغراق في تلك الصورة النمطية عن الصعيدي- اللي فهمه على قده – بداية من اسم البطل فالح، الذي هو وياللمفارقة الفجة، ليس فالحاً علي الإطلاق فقد قضي في كلية الحقوق سبع سنوات أو ربما أكثر حتى تخرج منها وهو الذي ينتمي لقرية لم يتعلم فيها أحد سواه (وتلك مفارقة أخرى لاتقل فجاجة واستخفافا إذ لا يعقل أن قرية كاملة لا يوجد بها سوي متعلم واحد فقط)، وإن سلمنا بهذه المفارقة فإنه من الصعب جداً أن نُسلم بباقي مفارقات ومواقف الفيلم.

ولأن محمد رمضان موهبة تستحق أن يقدرها صاحبها أولاً فقد كان عليه التفكير والتريث حتى إنتظار العمل الملائم بشرط حُسن الإختيار والتخطيط لكل خطوة يخطوها خصوصاً انه قد حقق بالفعل جزءاً كبيراً من الإنتشار والجماهيرية علي أصعدة كثيرة سواء من خلال تجارب أفلامه السابقة أو من خلال تجربته الأهم وهي مسلسل "ابن حلال" الذي عرض في رمضان الماضي.

ورغم أن الفنانة ريهام حجاج هي أكثر بطلات الفيلم شهرة وموهبة من وجهة نظري رغم المشاهد القليلة التي ظهرت فيها كضيفة شرف (حوالي 5 مشاهد لاأكثر) إلا أنني لا أدري ما الذي دعاها لتقديم تلك المشاهد المهلهلة داخل هذا الفيلم، لأن ظهورها في هذا الدور ما هو إلا تراجع إلى الوراء. 

وإجمالاً فإن فيلم "واحد صعيدي" ببساطة شديدة لم يكن يستهدف سوي جمهور العيد وحاملي العيدية ولهذا لم يتخل منتجوه عن توليفته الخاصة من إفيهات فيها إيحاءات جنسية تدخل في نطاق العيب، وهو ما لايجب أن يعتمده بعض صناع الأفلام من أجل أرباح تأتي من عيديات الناس أو من الضحك على عقولهم.
 

No comments:

Post a Comment