Thursday, January 8, 2015

خالد صالح .. ذو الحس الإنساني الراقي




مساهماته ولمساته تعلمها من والده

كتبت:  رشا حسني


جاء خبر وفاة النجم خالد صالح بمثابة الصدمة المفاجئة والقوية لكل محبيه وعشاقه وزملائه بالطبع فلقد كان فناناً موهوباً مجتهداً مختلفاً ومن طراز رفيع. وافته المنية عقب إجرائه جراحة حرجة بالقلب بمركز الدكتور مجدي يعقوب بأسوان.

مثلما كان خالد صالح فناناً مختلفاً، كان علي المستوي الإنساني أيضاً مختلفاً ومميزاً. فلم تنقطع علاقته مثلاً بمتابعته لأعمال مسرح الجامعة وكان بنفسه يحضر عروض المسرح الجامعي لكليات التجارة والحقوق – والأخيرة هي الكلية التي تخرج فيها - ليشجع الشباب الجدد ويعطي لهم دفعات من الأمل وهو ما كان يفتقده خلال بداياته من نفس المكان ألا وهو المسرح الجامعي.


إلي جانب إهتمامه الشديد بالتبرع للجمعيات الخيرية، فلا يخفي على أحد أنه وعند زيارته لأي دولة كان يبحث عن أكثر الجمعيات الخيرية ومراكز الرعاية إحتياجاً للمساهمة بها. وكان الأطفال يحتلون جزءاً كبيراً من إهتمامه في هذا الشأن كالأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة أو الأطفال مرضي القلب أو السرطان. 

ولم يكن يجد في ذلك تفضلاً منه بل بالعكس فلقد كان يجده واجباً وحينما كان يُسئل عن هذا كان يُرجع الفضل دائماً لوالده وللأسلوب الذي إتبعه في تربيته وكان يحرص دائماً علي فعل نفس الشئ وإتباع نفس الإسلوب مع أبنائه، هذا إلي جانب دعمه لبناء مسجد قريته أبو النمرس الذي كان قد توقف بنائه لقلة الموارد المادية فسارع وأكمله ليصبح أكبر مساجد البلدة وأفخمها.
لم تكن الجمعيات الخيرية ومراكز الرعاية مركز إهتمام خالد صالح ولكنه كان يجد أيضاً أن من واجبه كفنان دعم المبادرات الثقافية والسينمائية المختلفة والمتميزة لذلك فلقد أسس مؤسسة خالد صالح الإجتماعية والثقافية والتي من خلالها دعم الدورة الثانية لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية بمبلغ 100 ألف جنيه مصري، ثم عاد في أغسطس الماضي ليدعم الدورة الرابعة من نفس المهرجان والتي ستنعقد في مارس المُقبل بمبلغ 50 ألف جنيه، ولم يكن يُرد أن يكون هذا الدعم دعما شخصيا منه فقط بل إنه أطلقها كمبادرة لحث الفنانين بشكل عام على دعم المهرجان الوليد خاصة في خضم الظروف السياسية والإقتصادية التي تشهدها مصر. 
كما كان خالد صالح يعتبر المسرح هو بدايته ولم ينس أبداً أن المسرح القومي ومسرح الهناجر كانا قد إحتضناه وزميله خالد الصاوي قبل أن يسمع عنه أحد. فلقد كان المسرح وقتذاك هو نافذته الوحيدة لممارسة موهبته وعشقه، لذلك فلقد دعم المسرح القومي مادياً بمبلغ 65 ألف جنيه في دورته الأخيرة حينما علم بخبر حجب الكثير من الجوائز في عدة عناصر فنية وأصر علي زيادة عدد الجوائز رغبة منه في تشجيع الفنانين وتكريمهم علي مجهوداتهم على النحو اللائق.
 

No comments:

Post a Comment