Thursday, January 8, 2015

كواليس "عربة اسمها الرغبة" 1951

"كازان" ابن سبتمبر الوفي.. ميلادا وفنا ورحيلا
كيف نجح الفيلم رغم الانطباعات السيئة لأبطاله عن بعضهم البعض؟


كتبت: رشا حسني

تصادف الذكرى الـ63 لعرض فيلم "عربة إسمها الرغبة" اليوم الثامن عشر من سبتمبر، وهو ذكرى وفاة مخرجه إيليا كازان الذي توفى في ذات اليوم من نفس الشهر عام 2003 ، وهو المولود أيضا في السابع من سبتمبر عام 1909، وكأنه بذلك يصبح الابن الوفي لشهر سبتمبر.

وللحديث عن هذا العمل الفني الرائع، بداية لابد من الإشارة إليها. فقد احتل فيلم "عربة إسمها الرغبة ـ A Streetcar Named Desire" المرتبة الخامسة والأربعين في قائمة أعدها معهد الفيلم الأمريكي لأفضل مائة فيلم أمريكي. وهو الفيلم الثاني للمخرج إيليا كازان في هذه القائمة بعد فيلم رصيف الميناءOn The Waterfront 1954. 

ومن المعروف أن كازان أصر على إعادة تقديم النص المسرحي للسينما بعد أن قام بإخراجه وعرضه على خشبة المسرح عام 1947. وقد نال هذا النص المسرحي، الذي كتبه تينيسي ويليامز، جائزة البوليتزر. 

وقد حققت المسرحية نجاحا على المستوى النقدي بشكل كبير، لكن حينما وجد كازان أن المسرحية لم تلق النجاح الجماهيري الذي كان يرجوه قرر أن يُعيد تقديمها مرةً أُخرى ولكن عبر وسيط آخر ألا وهو السينما لكونها الوسيط الأكثر إنتشاراً والأعرض جماهيرية.

لماذا عربة إسمها الرغبة؟

كانت مسارح برودواي دائماً مصدراً هاماً للسينما وخاصة منذ ظهور السينما الناطقة. كما يُعتبر تينيسى ويليامز أهم مؤلف مسرحي أمريكي في النصف الثاني من القرن العشرين. فقد اتسمت مسرحياته بالتميُز الشديد نظراً لإهتمامه في معظم كتاباته بالعنف والصراعات النفسية الداخلية والصراع بين رغبات المرء وواقعه (دواخل النفس البشرية)، وهو ما كان يبحث عنه كازان بالفعل ويهتم به أكثر من أي شئ أخر إيماناً منه بأن ذاك النوع من الكتابات هو الأقدر على تنفيذ رؤيته الأهم في توجيه المُمثل والتي كانت تتمثل في تشجيع الممثل على أداء الدور استناداً على خبرات حياتية عاشها الممثل أو مر بشبيهاتها، وتطويع مشاعره وإحساسه وإنفعالاته بما يتناسب مع الشخصية التي يُقدمها. ولم يكن يشجع الممثل على الإكتفاء بالسيناريو كمصدر وحيد لأداء الشخصية.

وعلى عكس كثير من المخرجين في تلك الفترة، امتلك كازان منهجاً دقيقاً في توجيه المُمثل كان قد استمده وطوره مما كتبه المُمثل والمخرج الروسي الكبير قنسطنطين ستانسلافسكى حينما أسس ستوديو االمُمثل عام 1947 في نيويورك وكان من أهم خريجيه مارلون براندو ،مونتجومرى كليفت ، جيمس دين ، رود ستيجر.


الأداء التمثيلي

وصف أداء مارلون براندو في تلك الفترة وخاصةً من خلال الأعمال التي قام بها كازان و"الأداء الثوري"، كما اعتبره العديد من النقاد، طفرة في فن الأداء التمثيلي حيث الاعتماد على إظهار الصراعات النفسية الخفية دون اللجوء إلى الصوت المرتفع أو الحركة الكثيرة، أي دون مبالغة الأداء أو مسرحته، في حين اعتبره كثير من النقاد بداية مرحلة التقمص في الأداء. 

كما صُنف أداء المُمثلة البريطانية فيفيان لي بأنه أروع ما قدمت بالرغم من تأديتها لنفس الدور على مسارح لندن من إخراج زوجها لورانس أوليفيه، حتى أن أداءها في هذا الفيلم فاق تميُز أدائها التمثيلي من خلال الملحمة الكلاسيكية ذهب مع الريح Gone with The Wind 1939، حيث كان "عربة اسمها الرغبة" هو أول فيلم أمريكي تظهر من خلاله فيفيان لي منذ فيلم :ذهب مع الريح". 

كما اعتُبر أداؤها واحداً من أفضل ثلاثة أدوار نسائية في تاريخ السينما الأمريكية. ثم كان من الصادم تصريح فيفيان لي بأن توجيهات زوجها أوليفيه الإخراجية هي التي أثرت على أدائها في الفيلم أكثر من توجيهات كازان.

مفاجأة الأوسكار

رُشح أبطال "عربة إسمها الرغبة" الأربعة، مارلون براندو، فيفيان لي، كيم هانتر، كارل مالدن، لنيل جائزة الأوسكار وفاز الثلاثة الأخر منهم بالجائزة وهى مرة من مرتين في تاريخ الأوسكار أن يفوز فيها ثلاثة ممثلين بجائزة الأوسكار في الفيلم نفسه، في حين أن الفيلم الثاني هو Network 1976 ، ولكن كانت المفاجأة عدم فوز مارلون براندو صاحب الأداء المُتميز بجائزة الأوسكار. وقد فاز بها ذاك العام المُمثل هيمفرى بوجارت عن فيلم The African Queen 1951 فيما علل البعض منحه الجائزة ذلك العام كتقدير لمشواره الفني وماضيه السينمائي. 

النجاح الذي توقعه كازان:

بلغت ميزانية إنتاج "عربة إسمها الرغبة" 1,1 مليون دولار أمريكي فيما بلغت إيرادات الفيلم تسعة ملايين دولار، فيما يؤكد على صحة حدس كازان حينما أصر على إعادة تقديم الفيلم من خلال السينما آملاً ذلك النجاح.

على هامش الفيلم:

- رفض المُمثل جون جارفيلد أداء دور ستانلي كوالسكى الذي قام بأدائه مارلون براندو لأنه كان يري أن الدور النسائي الرئيسي والذي قامت بأدائه فيفيان لي يطغى على دوره.
- الإنطباع الأول لفيفيان لي عن مارلون براندو أنه متصنع ومتكلف، في حين كان الإنطباع الأول لبراندو عن فيفيان لي أنها متزمتة ومتجهمة الوجه بشكل لا يطاق، كما علق كازان نفسه بعد سنوات من عرض الفيلم بأن العمل مع فيفيان لي لم يكن سهلاً على الإطلاق.

- صدفة هي التي جعلت فيفيان لي تعود إلى التمثيل في أمريكا مجدداً، وهي أن زوجها لورانس أوليفيه كان يقوم بأداء دور البطولة في فيلم أمريكي في نفس الوقت Carrie 1952.

- حذف مقص الرقيب ما يقرُب من أربع دقائق كاملة من الفيلم بحجة أنها مشاهد فجة ولا أخلاقية وأنها تتنافي مع تقاليد وأعراف المجتمع الأمريكي، إلى أن قرر كازان عام 1995 عرض النسخة الكاملة من الفيلم.



1 comment:

  1. Online casino online - Kadang Pintar
    The first real money casino site is BetSoft. BetSoft offers an extensive variety of games to choose from. The main welcome bonus of the 온카지노

    ReplyDelete